هذا هو أبي

بقلم: نجود نوري جعفر

“لستُ كاتبةً ولا أدعيها لكنه أبي فكتبتُ”

أحد أعلام العراق من الجيل الذَّهبي 

فهو عِلمٌ وأثَر في حياة من عَرفَه وقَرأ عنه

وأي علمِ وأرث ترك لنا ولأجيال قادمة

ومن فضل الله أن يكون نوري جعفر هو أبي.

أستذكر سيرة أبي

أتامل في حياته واقرأ من علمه

لأتبحر في إنسانيته وفكره الفلسفيّ الغني

تبصرت بتساؤل بمن تأثر وبمَن أثر؟

علماء ومفكرون

من مشارق الأرض ومغاربها عبر صفحات مؤلفاته.

سألته يوماً: ِلمَ تقرأ وتؤلف بعد لقب عالم؟

أجابني مبتسماً: أنا لست عالماً، بل طالب علم.

(طالب علم) وصف أحَبَهٌ لذاته.

فمع الكتاب ينزوي

مفكر متعطش للعلم حتَّى آخر يوم مِن حياته،

فالعلم أمامه بحر وهو على شاطئ.

ومن هذا البحر يرتوي.

أتأمل سيرة أبي

لأتبحر في إنسانية، وفي تفكيره الخفي، ولم أصل إلى قاعهِ.

لأجدني استرسل بحياته، وكأنه حاضر معي

عجبتُ لمن واجه تحديات الحياة بإبتسامة

ليترك بصمة وأثر

بمن عرفه وجهاً لوجه، أو قرأه، أو قرأ عنه، أو حتى سمع به.

فمنذ عرفته، لم أرَ غير الكتاب رفيقاً له.

والعلم دربه

والقلم يسابق فكره

والفكر يسابق قلمه

رحلة حياته أبهرتني

لما توصل إليه رغم التحديات

وقدرة تحمله

فالحوار المنفتح نهج شخصه

كما عليه سطور كتاباته

عميقة المعنى بمفهومها

منذ رحيله وأنا أفكر أن أعمل شيئاً أزعم يخلد ذكراه، فذكراه خالدٌ عبر غيري

لكنه عهد قطعته على نفسي

غايتي نشر علمه

وسأسعى بكل جهدي وما بوسعي لجمع سيرته

ليكون هدية منا لأبي

أوفيت بعهدي لأقدم هذا الموقع

أكراماً لشخصه ولنشر علمه الثري

ليس مِن باب “كل فتاة بأبيها معجبة”، وهو أبي،

لكن مِن باب استحقاقه العلميّ والشّخصي.

ولسان حالي يقول:

أبي أعجب لمسار حياتي معك،

وأنا أتصفح تاريخك، ومن خلال سطور مؤلفاتك.

كنت رمزا للعطاء والتضحية لنّا نحن الأبناء.

لم يخطر ببالي يوما وأنا استرجع ذكرياتي معك،

 أن يكون لبصمتك هذا العمق والأثر في شخصي.

هذا هو أبي،

أستأثرني بشخصه وتربيته، التي زرعها وأنبتت منها شخصيتي،

يخترقني بتواصله الرُّوحي، وبكل الاتجاهات،

 ليكون قدوتي في الحياة وبدون رياء

 أترحم عليه وأمي وكل معطاء مثلهما

رحلوا لكن أثرهم حيٌّ فينا.

Start typing and press Enter to search